2 يناير 2010

أنا مقبلة


انا مقبلة

على انتفاضة الحب

اقبل يناير

فيه كانت صرخة ميلادي

وفيه تشرق شمسي من كل عام

 وبه تسكن نفسي الى الحياة

أخترت يناير كما أختارني  


14 نوفمبر 2009

حين أنصتت الصخرة للشاعر .. فتلك صخرة الملتقى وناجي ابراهيم


لايطربني من الشعر سوى الشعر العمودي الذي لكل كلمة فيه ميزان لايبخسها حقها ومسار لاتغادره .. وحين ابحث عن الشعر لأتذوق القصائد العمودية ، فلابد أن ناجي إبراهيم هو أختياري .
من قصيدتك يا ناجي أستعرت عنوان ملتقاي حيث التقي هنا مع زواري وأحبابي لنتحاور ونتسامر .
. . صخرة الملتقى . .

سألتك يا صخرة الملتقى
متي يجمع الدهر مافرق؟
فيا صخرة جمعت مهجتين
أفاءا إلي حسنها المنتقي
إذا الدهر لج بأقداره
أجدا علي ظهرها الموثقا
قرأنا عليك كتاب الحياة
وفض الهوي سرها المغلقا
نري الشمس ذائبة في العباب
وننتظر البدر في المرتقي
إذا نشر الغربُ أثوابَه
وأطلق في النفس ما أطلقا
نقول هل الشمس قد خضبته
وخلت به دمها المهرقا
أم الغرب كالقلب دامي الجراح
له طلبة عز أن تلحقا
فيا صورة في نواحي السحاب
رأينا بها همنا المغرقا
لنا الله من صورة في الضمير
يراهاالفتي كلما أطرقا
يرى صورة الجرح طي الفؤاد
مازال ملتهبا محرقا
ويأبي الوفاء عليه إندمالا
ويأبي التذكر أن يشفقا
ويا صخرة العهد أبت إليك
وقد مزق الشمل ما مزقا
أريك مشيبَ الفؤادِ الشهيدِ
والشيبُ ما كلَّل المفرِقا
شكا أسره في حبال الهوي
وود علي الله أن يعتقا
فلما قضي الحظ فك الأسير
حن إلي أسره مطلقا

شخصية حفرت توقيعها على صخرة الملتقى -1- " العقاد "

هو عباس محمود ابراهيم العقاد ولد فى 28 من يونية 1889 بصعيد مصر فى محافظة اسوان .و كان للنشئة فى اسوان اكبر الاثر على العقاد حيث انه ولد فى اسرة ذات نسب شريف , و فى مدينة صعيدية تحافظ على العادات و التقاليد و تراعى الاصول و الاخلاق و لكن أسوان ليست كباقى مدن الصعيد ولا حتى كباقى مدن مصر او العالم انها المدينة الاثرية الضاربة جذورها فى التاريخ . و لهذا كانت مدينة اسوان منفتحة عن غيرها يأتيها الاجانب من كل الجنسيات للمشاهدة و الزيارة للمعابد و المقابر الفرعونية كما انها كانت مشتى لأعيان مصر و الانجليز فى هذا الوقت. و فى مثل تلك البيئة نشأ العقاد حيث تعلم الانجليزية و تكلمها ببراعة من غير دراسة و اصبح فاهم للايطالية و يقرأها لكنه لا يستطيع التحدث بها و كان هذا من تأثيرات المدينة على هذا الفتى الاسمر الطويل الذى نبغ فى العلوم و الاداب .
بيت العقاد : والد عباس العقاس هو محمود افندى ابراهيم العقاد مدير ارشيف مديرية أسوان كان محمود افندى رجل جاد دوؤب و حريص على عمله و بيته و كان ذو ضمير عالى و كرامة و من شواهد جده و ضميره انه عندما اصبح مدير للارشيف عمل انجازات متقدمة جدا و قام بترتيب الارشيف بشكل علمى و متطور و اشاد الجميع بعمله ذلك , كما انه رجل تقى يحرص على صلواته و عباداته و ذكر العقاد فى كتابه (انا) ان ابوه كان يصلى الفجر و يجلس حتى الشروق لقرأة القرآن و اوردته يوميا , و كان ذو اطلاع واسع حيث يعقد جلسة علم اسبوعيه فى بيته يحضرها كبار شيوخ اسوان و اهل العلم و على رأسها الشيخ القاضى أحمد الجداوى أحد تلاميذ الشيخ جمال الدين الافغانى و صديق الشيخ محمد عبده ,, و كان كلما عقدت جلسة مثل هذه فى بيت محمود افندى كان يحرص ان يكون ابنه عباس موجود و يقول له يجب ان تجلس هنا و ليس للعب مع الاطفال !!اما عن ام عباس العقاد فاصلها من شمال سوريا و من اسرة شريفة و جأ اهلها الى اسوان و عاشوا فيها و كان جدها عمر آغا الشريف من كبار اعيان اسوان و كان رجل دين و فضل و يروى ان فى ايامه انتشر خبر احد قطاع الطرق بجانب ضياعه فقالوا له الناس ايحدث هذا و تلك الاراضى لك ,, فما مر ايام حتى حكم على احد اولاده ان يأتى له بقطاع الطريق فجأ بهم فى اقل من اسبوع لكن خلال معركته معهم طعن و مات بعدها بايام . اما عن ابو امه فهو كان محمد أغا الشريف و كان رجل على خلق ايضا و يحكى عنه انه جاء الى احد بناته عريس فلما علم انه لا يقيم الصلاه رفضه و مثلهم كانت ام العقاد امرأه تقية شريفة النسب و الاصل ذات خلق من بيت علم لا تترك فرض او نافلة و كانت شقراء قوية البنية دائمة الصمت صارمة الملامح والاقوال فورث عنها عباس صمته و انطوائه وصرامته و من النوادر التى تتعلق بامه انه عندما كان العقاد صحفى و كان من انصار سعد باشا زغلول و الثورة اشاع السياسين الموالين للقصر ان العقاد يترك زوجته تتسكع فى الشوارع و من العجب انه لم يكن متزوج فبطلت اشاعتهم فاشاعوا بعدها ان ام العقاد امرأة سودانية سوداء , لكن عباس العقاد لم يرد على هذا و كان جالس ذات مرة مع سعد باشا فى احدى زيارات الباشا للصعيد فإذا دخل خال العقاد عليهم فإذا به رجل ابيض اشقر و بعدما خرج, قال سعد باشا للعقاد اهذا خالك ؟؟ لقد كنت صدقت ان امك سودانية سوداء فعلا .. فقال له عباس ان امى سورية شقرأ لكنى لن ابرأ نفسى عن تلك الاشاعة و ان امى ليست سودانية فليس فى ان تكون سودانية او سوداء اى تهمة او عيب حتى اتبرأ من ذلك فيوجد كثير من السودانيات يستحقن فخر ابنائهن .العقاد فى المدرسة : التحق العقاد بالمدرسة الابتدائية فى أسوان كباقى الاطفال لكنه لم يكن مثلهم فكان نبوغه ظاهر و محل اعجاب الجميع و احيانا حتى الغيرة فمن المعروف ان العقاد كان متفوق فى الحساب و الرياضيات و كان هذا مصد ضجر لأحد مدرسيه و كان يغير منه على ذلك حيث ان هذا المدرس اعطى اعمال منزلية ذات يوم للتلاميذ فزاد عليها العقاد و اجاب على من لا طالعوه فى المدرسة حتى فاقامه المدرس و قال له انك مغرور و متفزلك و كتب له معادلة و قال له حلها فقام العقاد و حلها فازداد خنق المدرس عليه و قال انك جاوبت خطأ و انت تلميذ فاشل ,,, و كان العقاد يقرأ و يطالع الكثير غير كتب المدرسة و يستعير الكثير من مكتبه ابيه الضخمة و كان له حظ الاسد فى مادة الانشأ و تفوق فيها وحين قام الامام محمد عبده بزيارة اسوان مر على المدرسة الابتدائية و كان العقاد يومها تلميذ فسأل عن النابغين فقال له مدير المدرسة اقرأ موضوع انشاء للتلميذ عباس العقادفقرأ الامام محمد للتلميذ الصغير عباس محمود العقاد و قال فى استحسان ( يجدر بك ان تكون كاتب و أديب) و كأنها كانت نبؤة من الامام.
و من الغريب و المعروف ايضا عن العقاد انه اكتفى بالتعليم الابتدائى و لم يكمل باقى مراحل الدراسة و فضل العمل مع انه لم يكن فى حاجة الى المال لكنه كان دائم الشعور بالمسئولية و وجوب الاعتماد على النفس ..بعد ترك العقاد للمدرسة قام بشراء مكتبة ضخمة من امهات الكتب فى التراث العربي و اهم الاعمال الادبية و الفكرية الانجليزيةو عكف على قرأتها مع عمله لأنه كان يعتبر العلوم و المعرفة غريزة انسانية مثل الحاجة للطعام و الشراب و النوم و عمل فى هذا الوقت موظفا فى السكة الحديد المصرية ثم انتقل الى دمياط ليعمل فى البريد و ثم جأ الى القاهرة اخيرا فى وظيفة حكومية ايضا و لكنه لم يفارق القرأة و المطالعة ابدا و كان ينهل منها يوميا ليزداد علمه و يسابق الدارسين و الاكاديمين و حتى المتفوقين منهم و بدأ فى العمل الصحفى و خلع قيود الوظيفة الحكومية عن نفسه و كان فى وقتها ان يستقيل احد من وظيفة حكومية حدث كبير و نادرة تكاد لا تصدق حيث كان وفرة الدخل و التأمين المادى و الاجتماعى و الفخر بالميري و لهذا عرف كثير من الامثال فى المصرية فى الحرص على الوظيفة الميرى او الحكومى و عن نفسه قال العقاد فى هذا الموقف انه يحسب نفسه اول من استقال فى مصر من وظيفة حكومية ,, لكن العقاد كان حر و كان يعشق الحياه على طريقته و كان يرى نفسه احق واحد باداره حياته بالاسلوب الذى يرضيه ..تدرج العقاد فى السلم الصحفى وانتقل من جرائد الى مجلات الى جرائد اخرى و كان من اشد القائلين بافكار الزعيم سعد باشا زغلول و من المطالبين بالاستقلال عن انجلترا و وضع دستور يحدد سلطة الملك و يفرض حكم الاغلبية من الشعب و بسبب تلك الافكار و هذا الاجتهاد عانى الكثير و الكثير مع انه كان فى تلك الآونة شاب صغير لكنه كان يكتب و يعبر عن ارائه و اراء جيله و مجتمعه بكل حرية و شجاعة و كان احد الكاتبين عن حزب الوفد و كان يناصر سعد باشا على الملأ حين قام الملك بنفيه و اصدر قرار بعدم ذكر اسم سعد حتى فى الشوارع و بين المارة,, لكن العقاد لم يكترث لذلك و كان ينادى بعودة زعيم الامة امام كل الناس..و استمر هذا نهج العقاد فى الكتابة الساسية على هذا النوح لكنه لم ينسى الادب و الفكر يوما فكان فى تلك الفترة اصدر اكثر من ديوان شعر و اراء له عن الادباء المصريين و العالميين و كان يجيد فن النقد الادبي ,,و تألق فى سماء الادب و بعدما مات سعد باشا زغلول و تغيرت بعض سياسة الوفد فى مهادنة الانجليز احيانا للتغلب على القصر ورجاله و فى التهادن احيانا مع القصر لمهاجمة الانجليز و كان طلب الاستقلال يقدم للانجليز بطريقة يرفضها العقاد فانقلب العقاد على الوفد و اعلن عدم انتمائه لأى حزب و رشح نفسه فى البرلمان المصري و كان يقول انا لست متحزبا و لكنى لسان حال المصريين و فى احد جلسات البرلمان المصرى فى حضور رئيس الحكومة المصرية انذاك مصطفى باشا النحاس و كانوا يتناقشون حول اعطاء المزيد من الصلحيات للملك على حساب الدستور و تعطيل بعض مواد الدستور لكن العقاد رفض هذا بشدة و قام يخطب فى الجالسين و قال فيما قال (ان الامة على استعداد سحق اكبر رأس فى البلد يخون الامة و يعتدى على دستورها) و كان يقصد باكبر رأس فى البلد الملك فؤاد الاول و علم بهذا القصر و حاكمه بتهمه العيب فى الذات الملكية و حكم عليه 9 شهور , و فى ظلمات السجن فتحت طاقة من النور للعقاد حيث قرأ روائع الادب العالمى و تعلم الفرنسية قرأة و كتابة و تعمق فى كتب و مؤلفات الامام ابوحامد الغزالى و مرض العقاد و هو فى السجن و نقل الى مستشفى للعلاج و كان بجانب سريره يرقد مريض اخر بالقلب و كان يتأوه الرجل طوال الليل فلم يتحمل العقاد و بكى و تنحب من اجل الام الرجل و طلب ان يعود الى السجن فالسجن عنده ارحم من ان يرى انسان يتألمبعد خروج العقاد من السجن قال انه حكم عليه بـ 9 شهور و كانت تلك الشهور بالنسبة له ميلاد جديد و قال انه لم يخرج من السجن خائفا او مهادن للباطل فى سبيل الحرية لكنه قال ان اقصى شعور بالحرية هو ان تسجن من ظالم او جاهل لقول الحق.تعمق العقاد اكثر فى الادب و التاريخ و الفلسفة و الشعر و النقد الاجتماعى و كتب كنوز من المعارف و العلوم وكتب عن تجربة السجن كتابه (سدود و قيود) و انطلق بعدها ليكتب سلسلة العبقريات الاسلامية و التى أشهد بانها كتابات عبقرية عن اناس عباقرة ,, و تعتبر العبقريات من اهم و اشهر كتب العقاد و العبقريات هى عبارة عن مجموعة كتب مختلفة كل كتاب يتكلم عن شخص معيين فى عبقرية له ...
و من اهم عبقربات العقاد : عبقرية محمد , عبقرية عمر الفاروق , عبقرية الصديق , عبقرية الإمام علي , عبقرية خالد بن الوليد و كتب اخرى عن سيدنا عثمان و معاوية و بلال بن رباح و كتاب الصديقة بنت الصديق و كتاب الزهراء عن فاطمة الزهراء و عمرو بن العاص و رائعته الخالدة ابو الشهداء الامام الحسين بن علي و كانت هذه الكتب فى بعض الشخصيات الاسلامية التى كان يري العقاد وجوب الكتابة عنها , و كان يكتب رحمه الله عن كل شخصية لهدف و ليس للبحث فقط فكان مثلا يري ان هناك شخصيات عظيمة نعرفها و نردد اسمائها لكننا لا نعرف عنها الكثير و قال حينها الكل يعلم من هو الحسين و من هو صلاح الدين و كلنا نحب كلا من الشخصيتين لكننا ان سئلنا احد عنهما سيفيض فى ذكر صلاح الدين و سيذكر الحسين فى كلمات قليلة و هذا ليس انتقاص من مكانة سيد شباب اهل الجنة و لكنه الجهل الموروث , فأراد العقاد ان يلقى الضؤ على مثل تلك الشخصيات و من الملاحظ فى كتباته عن الشخصيات انه لم يكتفى بسرد و ترجمة حياه الفرد منهم لكنه كان يعود الى اهله و اجداده و بيته و طفولته و يحللها و يري ان تلك العوامل هى التى ادت الى افعال معينة فكان فى كتبه يستعمل نظريات علم النفس و الفلسفة الفكرية للحكم على الاشخاص التاريخية او تبرير مواقفهم.و كتب العقاد ايضا كتابه العبقري عن العقيدة و هو كتاب (الله) و الذى هاجمه البعض لكنى اري ان الكتاب عبقري ايضا فى الفكر و المنطق , حيث ان الكتاب ليس مكتوب فى الله جل جلاله من منظور الاسلام , لكنه كتبه عن مفهوم العقيدة و الاولهية عند شعوب الارض فذكر اساطير و تخاريف ما قبل الحضارات ثم فصل الديانات القديمة فى بلاد مصر و العراق و فارس و الهند و الصين ثم ذكر ديانات الله على الارض ففصل فى اليهودية و المسيحية و الاسلام ثم ذكر ما اتى بعدهم من نحل و افكار و حتى انه ذكر الفلاسفة المعاصرين و ارائهم , و كان مضمون الكتاب و الفكرة الام هو تنزيه الاسلام و قال بوجوب الديانات القديمة لدى الحضارات السالفة و هذا الوجوب ليس وجوب ديني لكنه وجوب منطقى , حيث قال ان فى بداية الانسانية عندما كان الانسان لا يدرك من العلوم و المعارف شيئا,, فكر فى الدين فلم يخطر له وجود خالق اوحد للكون و كان ساعتها الانسان يصدق ما يري و يسمع فعبد ارواح الصالحين و الاجداد و ما لمسه بيده و او علق فى ذهنه ثم تطور فعبد الاصنام و الكواكب و النجوم ثم جأ اليه دين الله حيث اليهودية فآمن بها البعض لكن لجهلهم و اجترأهم تصوروا ما لم تأتى به اليهودية فحرفوا فيها و غيروها ثم كانت رسالة المسيح فصدقها البعض و آمن بها لكن الانسان كان لا يزال على تأخره العقلى فتصور الله ابا و اساطير للابن و الروح و اخيرا كان الاسلام الذى انزله الله للعقل السليم حيث اكتمال نضوج الفكر الانسانى و قال ان الاسلام دين العاقلين اصحاب المنطق السليم.كما كتب العقاد عن بعض الانبياء غير سيدنا محمد حيث كان كتابه العبقرى (ابراهيم ابو الانبياء) و بحث فى الكتاب عن سيدنا فى اقوال اليهودية و المسيحية و الاسلام و الصابئة و ذكر اثار ابراهيم و لغته و الحفريات التى تدل عليه,,, كما كتب العقاد عن المسيح فى كتابه (المسيح نور و كلمة) و فصل فيه ايضا اقوال المسيحين و الاسلام و اثار المسيح و نبل رسالته .كان العقاد يري ان كتابته هى واجب عليه و ان الله اعطاه علم فوجب عليه النصح و و توصيل المعرفة و كان يري انه خير سبيل للتقدم العملى و العلمى للشرق و الوطن العربي هو انتهال معارفنا و قيمنا و تطويرها و المزج الصالح بينها و بين ما نستطيع ان نأخذه من الغرب على حذر و كان يري ان الاهتمام باللغة العربية هو من اهم سبل التقدم و كان يري اذا اصبح كل فرد يتكلم العربية بطلاقة و يقرأ بها و يفتخر بها دائما فاننا قد انجزنا شوط كبير من التقدم و كان يري ان الاسلام مع التقدم العلمى هو خارطتنا نحو الافاق و كتب فى هذا عدة كتب كان منها , الاسلام فى القرن العشرين , الاسلام دعوة عالمية , الديمقراطية فى الاسلام , التفكير فريضة اسلامية , أثر العرب فى الحضارة الاوروبية و الثقافة العربية.و كان من ضمن معتقدات العقاد هى القومية العربية و تحالف الشرق العربي المسلم و لكنه كان يختلف مع قومية عبدالناصر فيما بعد و ناصر القومية جدا فى كتابه ( عبدالرحمن الكواكبي)و من منطلق مثل تلك الافكار كان العقاد يتخذ موقف حازم و صارم من بعد الفلسفات المهينة للعقل الانسانى على حد تعبيره مثل الشيوعية و الوجودية والصهيونية و البهائية وكان فى زمن العقاد من ثلاثينات القرن الماضى بدأ القول بالشيوعية و الاشتراكية و انتشر هذا القول بين الشباب المصري بشكل كبير و خاصة الجامعيين و المثقفين فكتب العقاد ينقد و يهاجم تلك الافكار فى كتب عديدة مثل , مذهب ذوى العاهات , لاشيوعية لا استعمار , الشيوعية الانسانية . و من خلال تلك الكتب فند العقاد اراء الشيوعيين و كان فى بحثه لكتابة تلك المؤلفات تعمق كثيرا فى الشيوعية و اصبح ملم بها و بافكارها و ما خفي منها و ما اعلن اكثر من القائلين بالشيوعية و كان من اشد الاختلافات الفلسفية بين العقاد و الفكر الشيوعى مفهوم البطولة حيث يري الشيوعين ان البطل او العبقرى هو مندوب من الشعب حمل احلامهم و امالهم فى طفولته و تأثر بهم فكان,, و ترجع الشيوعية فضل المتفوق و البطل للمجتمع و ان الشعب هو صاحب الفضل لكن العقاد يري عكس ذلك و كان يقول ان البطل و الانسان العبقري هو فلتة و هو نابغ من نفسه و كل ما فيه انما هو نعمة من الله اغدقه بها و لم ينعم على الكثير بمثلها فضرب العقاد مثلا لأشخاص ولدوا و نشأوا فى بيئات و مجتمعات فقيرة جاهلة متخلفة ماجنة كافرة فخرج من بينهم انسان صالح و خيير و مفكر فكيف يكون هذا حمل احلام و طموحات اولئك .كما ان العقاد هاجم الوجودية اشد هجوم و كانت انتشرت تلك الفلسفة فى اوروبا بعد الحرب العالمية الاولى و انتقلت الى مصر على يد المستشرقين الذين كانوا يعملوا فى الجامعات المصرية و على يد الطلاب المصرين الذين سافروا اوروبا و كان من اشد القائلين بها فى مصر د. عبدالرحمن بدوى و لكن العقاد كان يري ان تلك الفلسفة هى مثل البكتريا و الميكروبات التى نشأت على جثث المجتعات الاوروبية العفنة بعد دمارها الفكرى و الحضارى نتيجة الذى شهدته اوروبا عقب الحرب العالمية الاولى و ان تلك الفلسفة خرجت لتكرس السلبية و تعلي من شأنها و كان يعيب اشد العيب على فيلسوف الوجودية الفرنسي جان بول سارتر انه عندما غزت المانيا فرنسا قال سارتر انه عندما غزتنا و احتلتنا المانيا أخذت منا كل الكرامة و اعطت لنا كل الحرية حيث انه عندما يكون الاحتلال تكون الحرية لأن الاحتلال يسلب المسئولية من الانسان و المسئولية هى اشد عدو للحرية !!!كما ان العقاد اتخذ موقف معادى جدا للبهائية و التى كانت انتشرت فى مصر بعض الشئ اوائل القرن الماضى و فتحت مصر بمساعدة الانجليز ابواب مصر للبهائين و لاقامة محافلهم بحرية كاملة و بعد هذا جأ الى مصر كبير البهائين فى هذا الوقت و هو عباس افندى عبدالبهاء ليبشر بدينه و دين ابوه بين المصريين لكن العقاد وقف له بالمرصاد و ناقشه بالعقل و المنطق و فند ارائه و سفه دينه حتى رحل عن مصر و تركها سالمة .و كذلك العقاد لم يرضى عن الصهيونية و اعمال اليهود و كان يقول ان اليهود اشد الناس كذبا و يكفى ان تأذى واحد منهم او تقوم مشادة بينكم فى احد اشارات المرور لكى يجتمع عليك كل يهود العالم و يقول انك همجى لا تملك قلب كيف تأذى هذا , الا تعرف ما عاناه اجداده .و كان يقول ان اليهود اكثر الناس ترويجا للاشاعات و يفعلون كل الطرق لتصدقها و ان لم تفعل اتهموك بالجحود و كذلك كان واضح جدا فى كتابة (الهيونية و العالمية)تقلب العقاد بين العلوم و الاداب و المعارف و لم يترك صنف من العلوم إلا و نهل منه حتى يحكى انه ذات مرة تحدى احد علماء الطب البيطرى بجامعة القاهرة على بعض العلامات فى نوع معين من القرود و اتى مدير حديقة الحيوان بنوع القرد و ثبت صدق العقاد و اخفاق العالم البيطرى , كما يحكى على لسان الكاتب الكبير انيس منصور و هو من تلامذة العقاد لكنه وجودى المذهب ان العقاد كتب ذات مرة مقال عن الوجودية و هاجم فيها افكارهم و فلاسفتهم و ذكر مصطلح فلسلفى لاتينى و هلع انيس منصور عند قرأة المقال لوجود هذا المصطلح ,, ان المصطلح كتب خطأ!! , فذهب انيس الى الجريدة ليتأكد ان كان خطأ مطبعى فعرف ان العقاد ارسل المقال بهذه الصورة , فقال انيس عن هذا الموقف انه فرح جدا بهذا و لم يكن فرحه بسبب خطأ للعقاد لكنه فرح انه يعدل على العقاد نفسه و يكتشف خطأ له و قرر ان يقول للعقاد عن خطأه لكى يصححه له و كان منتشي انيس منصور بسبب هذا الحدث جدا و عند اول لقاء بينهما قال انيس منصور للعقاد على ما اكتشفة من خطأ فى المقال فضحك العقاد حتى دمعت عيناه و قال له خطأ فى مقالى انا !! . عيب يا مولانا تكون رجل دارس للفلسفة الحديثة فى الجامعة و مدرس لها الأن فى جامعة عين شمس ثم تقول هذا و بيين العقاد لأنيس منصور ان ما كتبه صحيح و اتى له بدليل من المراجع اللاتينية و قال له ما ذكرته انا صحيح و ما ذكرته انت صحيح انهما كلمتان لنفس المعنى

13 نوفمبر 2009

مابعد التوراة والأناجيل

اتفقت الأديان الإبراهيمية الثلاثة على فكرة الحياة الدنيا والحياة الآخرة ، فجميعها تنادي بالجمع بين الإيمان وعبادة الواحد الأحد من جهة وبين السعي بالرزق وعمارة الدنيا من جهة أخرى دون تضاد أو تقاطع بين هذين الاتجاهين وتنهى عن توجيه جَل الوقت والجهد لأحدهما على حساب الأخر بل يسيران بنفس الاتجاه .
.. هذا مختصر رسالة الأنبياء . .
لكن ماذا حدث بعد توالي العهود واختلال المفاهيم ؟
ظهرت اتجاهات عقائدية تتحدث باسم الرب ورسله فطائفة تحمل مفاتيح الجنة وأخرى تحمل مفاتيح النار وجميعهم أربابا وأتباعا وصلوا إلى هذا العقائد بسبب محدودية النظرة وسوء فهم الدين كنظام ومرشد دنيوي قبل أن يكون أخروي ، وعلى اثر هذه التوجهات المغرقة بالأحكام والتحكم تنامت التوجهات الروحانية التي تعتمد الرهبنة والدروشة وهجر الحياة وملذاتها. ثم مالبث هذا الأتجاة الروحاني أن عاد لينخرط في الحياة لكن عاد بتوجه يخلط بين الوسطية المطلوبة والتمييع الذي ينم عن التذبذب وسوء فهم الدين كنظام روحي وقيمي له تشريعاته وتوجيهاته ، وخلال هذه الإرهاصات تظهر فئات تتخذ الدين واحكامة ومظاهره ثغرات تمرر من خلالها رغباتها الدنيوية والسلطوية فتجيش الجيوش وتجمهر الجماهير تحت لواء نصرة الله المزعوم .
هذه الانتقالات مرت بها جميع الأديان وكل انتقال خلَف وراءه طائفة لها ربا من دون الله ومنَظرآ يكاد يكون بمنزلة نبي لايصح انتقاده . فكان التشدد وكثرة التشريعات وتعقيداتها والعداء للأخر عنوانا لليهودية ، وكان التنصل من التكاليف الربانية وصهر العبادات عنوانا للمسيحية .
والإسلام اليوم تسمى به الجميع وكلا يدعي له وصلا وتحت كل مسمى طوائف متفاوتة في التعنت أو التفريط ، فنجد التناحر والتنابز بالألقاب على أشده فكلا يشد الإسلام نحوه ويطعن بخصمه .
فأين سيكون مرفأ سفينة المسلمون اليوم ؟ إلى الشموع الكنسية أو الأفعى اليهودية ! !
أوسيكونون الآمة الوسطا حقا وهذه الوسطية ماهي الامرحلة قادمة مازلنا نعاني ونعيش اكتمال طورها الأول .



12 نوفمبر 2009

حجر الزاوية بين صخرتي النهاية والخلاص


تعتمد الإدارة اليابانية على ترتيب الأولويات والبدء بالأهم ثم المهم لمنع الأزمات وليس لمواجهتها لذلك اليابانيون يحسبون نسبة الخطأ المتوقع " وليس نسبة النجاح " ويعدون الاماكنات لمعالجته مهما كان ضئيلا لذلك هم لايواجهون أزمات مفاجئه ولا يسيرون بخط عملي مجهول لكن من جهة أخرى هم لايجيدون إدارة الأزمات فأي مراوغة او طارئ كافي لتحطيم العمل كاملا .. ولا يحسنون استثمار الفرص .
في حين من تتقن فن إدارة الأزمات إلى جوار التخطيط المسبق ودقة الاستراتيجيات هي الإدارة الامريكيه وبحرفيه عاليه لذلك فالنظام الأمريكي أكثر خبره وقدره على تجاوز المفاجئات بأي مجال وتحويل الخسارة إلى مكسب ولو جزئيا في النهاية .

تبادرت إلى ذهني هذه المقارنة بين قطبي النجاح وأنا أتابع برنامج الدكتور سلمان العودة "حجر الزاوية " حيث مر بحديثه سريعا على فكرة الإلحاد ووجودها بين الأجيال الناشئة ومنهم من يعتبرون متدينون ومن طلابه ايضآ وعن ضرورة تحملهم والسماع لهم ..
هذا الرجل بلاشك أمريكي العقلية على الرغم انه لم يعش بينهم أو يستقي أفكاره منهم ، لكنه ذكي والأذكياء فقط هم من يجيدون المرونة والتعامل مع جميع المختلفات المادية والروحية .

يعتقد الكثير إن الشك نقيض الإيمان بشكل مطلق ..
لذلك من تراوده أسئلة عن الغيب والخالق وما وراء الحياة يبقى في نزاعات نفسية بين البحث عنها وفيها أو تناسيها وتجاهلها . .
يعيش في تخوف أن تصدق شكوكه وتصبح هي يقينه فيكون بين امرين لاثالث لهما إما أن يجهربها ويهاجر معها بعيدا ليعيش راضيا عن نفسه لكنه بالمقابل سيخرج من أهله مذموما مدحورآ، أو يكتمها بنفسه فيعيش بتناقض سلوكي وفكري وعاجلا غير أجلا تكثر حوله التساؤلات ويرمى بالكفر وينادى بقتله.
فيدخل في مسار مظلم من الدفاع عن شكوكه وأفكاره المذبذبة ليس إيمانا بها بقدرماهو دفاعا عن احترامه لعقله وحرية تفكيرة أو يعود ادارجه إلى سرب والديه وأجداده وهوغير مقتنعا بهم وشكوكه مازالت حجر زاوية لديه و لم تجد من يناقشها معه .
وبكلتا الحالتين هو يصطدم بصخرة النهاية ومصيره إلى الجنون والضياع وحياة الشك وتأنيب الضمير المستمر فهو ابن بيئة دينيه ولن يكون يسيرا عليه نفسيا وعقليا الانسلاخ من خيوطا نسجتها بيئته حوله ساعة بساعة .

اعتقد شخصيا إن الشك والتساؤل هو قرين الذكاء نظريا وعمليا، فعلى مر العصور ومازلنا نرى انه لايتسائل أو تخالط الشكوك إلا إيمان المختلفون والأذكياء ،وقد انجرف بعضهم إلى الإلحاد لأنهم لم يجدوا الاجابه بل لم يجدوا الأذان الصاغية والقلوب المحتوية والتي هي صخرة الخلاص التي ستعيد لهم التوازن النفسي والإيماني وتستثمر ذكائهم بمكانه الصحيح .

هزات فكرية


عندما يمر الإنسان بنقله فكريه وتبدل قناعات يبنى عليها تغير بالسلوك والشكل والعادات وحتى طريقة الكلام . قد تكون هذه النقلة سلميه .. انتقال بدون ضجيج من والى وانتهى .. وممكن يتزامن معها انقلاب ضد الفكر السابق وتفنيد له
والأكيد انه كلما كان الفكر شديد التطرف إلى أقصى اليمين أو أقصى الشمال ستكون انتقاليته مماثله بالقوة معاكسه بالاتجاه ..
أسباب التبدل الفكري قد تكون اطلاع ومخالطه وقراءه متبحرة .. وقد تكون تجربه مع أرباب الفكر نتيجتها صدمه ونهايتها الخذلان منهم . عندما نرى شخص كان مستقيم ( حسب معاييرنا) ثم نراه بدل نهجه وتفلت من بعض الالتزامات أو يكون متشدد وخارج عن المألوف ثم نراها عاد عما اعتاد عليه .

مجتمعنا يزخر بالأمثلة الكثيرة لهكذا انتقالات لاسيما وهو مجتمع حديث العهد نسبيا بالتعددية الفكرية .. عبد الله القصيمي عاش بجميع النقلات الفكرية والمذهبية ودينيه من المعاصرين .. منصور النقيدان ، نجيب الزامل وسلمان العودة مع الأخذ بالاعتبار الاختلاف الثقافي والمستوى التعليمي بينهم .ومن المؤكد في كل زوايه من زوايا مجتمعنا يوجد أفراد يمرون بتغيرات فكريه بصمت ومؤكد أننا جمعيا أثرنا وتأثرنا ..


هل يعد التغيير في أفكار الإنسان وتوجهاته أمر ايجابي أو سلبي بشكل عام ؟
ماهي نظرتنا للشخص بعد تبديل توجهه وتحديث افكارة ؟

محمد .. سيدا ونبيا من الصالحين

حينما أقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وقصصه في التعامل مع أهله وأقاربه وأصحابه أجده إنسان يعيش حياته ويمشي بالأسواق ويأكل مما تأكل الناس .لم يعزله الوحي وعلاقته الخاصة بالله عن كونه بشر يغضب او يحزن او يفرح ويستبشر ويعيش تفاصيل حياته . في حين أنه نبي وحاكم سياسي ومصلح اجتماعي يوجه ويرشد ويصلح ويحكم ويقضي بما يوحي إليه ربه ويقتضي عرف بلده .
احتوى في مدينته جميع الاتجاهات الفكرية التي يختلف معها هذا جاره والأخر شريكه وهؤلاء يتقاضون إليه وأولئك يزورونه .
كان صادقا وصريحا حتى مع أصحابه الذين آزروه ونصروه .. نجده ينكر على عمر وأبو ذر ويتبرى من تصرف ابن الوليد .أعطى قيادة جيشه لأسامه بن زيد وهو أصغرهم سنا ومكانه .. لم تمنعه جحافل العرب ومكانتهم ان يقدم الحق لصاحبه .
كان معصوما مطهر ومنزها عن كل رذيلة حتى من قبل نبوته .. فلم يعرف معنى العصيان وشعور الخطاءون ومع ذلك نجده سمحا متسامحا ستيرا غير تواقا إلى إقامة الحدود وإراقة الدماء .. يحث المخطئ على النجاة بنفسه في حين انه حاكم ومطاع نجده يرفض قبول الشفاعات في حقوق الناس . ويغضب بوجهه من يأخذ من مال المسلمين بحجة انه عمل لهم ..
( اين هو اليوم ليرى زهد رجالات الدين وقد أصبحت الفتوى عملا خاصا وارقام السبعمئه وقنوات الارشاد والنصح كما يسمونها مدفوعه .. وكيف ينتظر منهم الإصلاح وهذا حالهم يتحفزون لمحاربة المعازف ويتسامحون مع الرأس ماليه !!!)
كان المستعبد الأسود الذي جئ به من أرضه عبدا لايملك من امرنفسه شيئا هو من يصعد على درجات منبر النبي وينادي للاجتماع اليومي للمسلمين .. كان بلال بمنزلة متحدث رسمي باسم الحاكم .تزوج من المسيحية ومن اليهودية .
بارك زواج القرشية من بلال الحبشي .تزوج وممن تكبره سنا ومن الفتاه الصغيرة بالنسبة لعمره ولكنها ليست بالعمر المتداول في كتب السير والحديث وهو أن عائشة ذات تسع سنوات عند زواجها بالنبي ، وأيضا السيدة خديجة لم تكن بـ 45 كما هو مشاع .
كان يداعب احفاده ويسمع الشعر والدف عند زوجته عائشة .. لم تمنعه مكانته وحظوته عند ربه ان يكون رحيما يبكي لبكاء الرضع .
اين ذهب هذا النموذج ؟ اين ذهبت هذه الانظمه والسلوكيات والأفكار ؟
الم يبقى منها إلا تقصير الثياب وإعفاء اللحى .. والتسمي بمحمد وعمر ومعاذ ؟؟
هل حان الوقت لتقبل نقد كتب السير والحديث التي تأتي بما يسئ للنبي صلى الله عليه وسلم ولسلوكه كانسان سوي ونبي صديق وتخالف ماجاء بصريح ونص القرءان .
تساؤلات كثيرة اطرحها واجد إني بإقرارها أخالف كلام الله واقدح في شخصية سيدي محمد واصدق كتب الرواة البشر ..
هل كان زواج النبي الكريم من السيدة عائشة حاله خاصة به كنبي ؟هل جعل هذا الزواج من السنن النبوية وحث على تطبيقها من بعده ؟ (على افتراض دقة وصحة الروايه القائله بزواج عائشه وهي التاسعه)
من أين جاءت مقولة تكافؤ النسب ؟
كيف تنامت الطبقية الاجتماعية والمادية في مجتمع يدرس ليلا ونهار قال الله وقال رسول الله ؟
من اوجد قدسية لآل البيت وأظهر حولهم هذه الأساطير عن فضلهم وكراماتهم ؟ ليأخذون الخمس ويذلون الناس فيما مضى؟
ماالذي يدفع المسلمون اليوم إلى التسابق لكشف الأستار وتصيد الزلات ؟
مالذي يجرئ السنة الافاكين حول عرض محمد وتاريخه ويخرس ألسنتنا عن الدفاع عنه وتفنيد مايقال عنه ؟
مالذي يدفع بعض المسلمين الى استحداث أفكار جديدة ظننا منهم انها تيسر شئون حياتهم .. في حين يسر الإسلام تاهت معالمه وأفكاره بين التاريخ والنسيان .

نحو السماء

عندما نظر الإنسان نحو السماء ببصره وبصيرته فقد خلق حول نفسه حيزا واسعا من الأفكار الخلاقة والإبداعية والمتسائلة والباحثة عن الغيبيات ، كل الغيبيات بدون استثناء فتساءل عن الخالق والموجود لهذا الوجود ، ثم تساءل عن كل ذرة بالكون من أين أتت وكيف نمت .ارتفع بهمته فزاد همه وشكه وبحثه حتى حلق مثل الطيور بالسماء وتجول بأعماق البحار كتجوله على أرضه .
غادر عالمه مكتشفا العوالم الأخرى ..انشغل بنفسه وخلقه عن الآخرين وتساءل عن كينونته وروحه وجسده ..
فبات محللا للداء مكتشفا للدواء ..
يتأمل بالسماء وقمم الجبال وقيعان البحار فهو يرى الأشياء العظيمة والمهيبة ويظل يرى نفسه صغيرا أمامها فلا يهدا باله حتى يلامسها .
هذا الإنسان يستمتع بالتفكير ويتحرك بعد تفكير ..
خطواته مستقلة ومعمره "معمره بقاءاً ومعمره كياناً وبنياناً "
أجد هذا الإنسان في شخص النبي الكريم محمد وأباه إبراهيم الحنيف اللذان سمت أرواحهم بالبحث عن إلههم والاستغفار للمخطئ من قومهم ،أجده في المكتشفين والمخترعين الذين أحدثوا النقلات في حياتنا .

في ذات الوقت ..

هناك إنسان أخر لايرى إلا حول قدميه يطيل النظر بالناس أشباهه ومن حوله وينقل نظره يرافقه التحليل لأفعالهم وأقوالهم وأشكالهم فتتولد لديه أفكار سلطويه وانتقاديه وتنافس محدود بقدرات الآخرين لابقدراته إن فعلوا فعل وان سكنوا سكن .

هذا الإنسان يعيش أزمة فكر ..

يجد ذاته بتوجيه النقد والبحث عن الزلل وبينه وبين نفسه لايسعى للعلا بقدر مايهمه أن يهدم مايبنيه الأخر .
أتذكر هذا الإنسان حينما أجد شخص يستفتي بكل شاردة ووارده من تفصيلات حياة الناس وكل مستجد وتصرف فردي يقابل باستجداء الفتاوى .

أتذكره أيضا حين أجد رجل دين يتدخل بقرارات الشعوب وأرائهم ويحاصرهم بالفتاوى .

أتذكره حين أرى من يطالب بتفعيل حد السرقة وتعليق أيدي السارقين أمام الناظرين في حين لايتجرء أن يناقش حال السارق ومادفعه للسرقة وأتذكره حين يُحكم بالألوف المؤلفات من السياط على اللمم والصغائر .

هذا الإنسان بهكذا شخصيه متى ما تكاثر وسيطر فهو نذير ثوران البراكين ضد القيود والكبت حينها سينطلق قيد حتى الوحوش التي تأتي على الأخضر واليابس ولن نستطيع لحظتها التمييز بين الحق والباطل . .


فلتكن أعيننا نحو السماء دائما ..