عندما نظر الإنسان نحو السماء ببصره وبصيرته فقد خلق حول نفسه حيزا واسعا من الأفكار الخلاقة والإبداعية والمتسائلة والباحثة عن الغيبيات ، كل الغيبيات بدون استثناء فتساءل عن الخالق والموجود لهذا الوجود ، ثم تساءل عن كل ذرة بالكون من أين أتت وكيف نمت .ارتفع بهمته فزاد همه وشكه وبحثه حتى حلق مثل الطيور بالسماء وتجول بأعماق البحار كتجوله على أرضه .
غادر عالمه مكتشفا العوالم الأخرى ..انشغل بنفسه وخلقه عن الآخرين وتساءل عن كينونته وروحه وجسده ..
فبات محللا للداء مكتشفا للدواء ..
يتأمل بالسماء وقمم الجبال وقيعان البحار فهو يرى الأشياء العظيمة والمهيبة ويظل يرى نفسه صغيرا أمامها فلا يهدا باله حتى يلامسها .
هذا الإنسان يستمتع بالتفكير ويتحرك بعد تفكير ..
خطواته مستقلة ومعمره "معمره بقاءاً ومعمره كياناً وبنياناً "
أجد هذا الإنسان في شخص النبي الكريم محمد وأباه إبراهيم الحنيف اللذان سمت أرواحهم بالبحث عن إلههم والاستغفار للمخطئ من قومهم ،أجده في المكتشفين والمخترعين الذين أحدثوا النقلات في حياتنا .
في ذات الوقت ..
هناك إنسان أخر لايرى إلا حول قدميه يطيل النظر بالناس أشباهه ومن حوله وينقل نظره يرافقه التحليل لأفعالهم وأقوالهم وأشكالهم فتتولد لديه أفكار سلطويه وانتقاديه وتنافس محدود بقدرات الآخرين لابقدراته إن فعلوا فعل وان سكنوا سكن .
هذا الإنسان يعيش أزمة فكر ..
يجد ذاته بتوجيه النقد والبحث عن الزلل وبينه وبين نفسه لايسعى للعلا بقدر مايهمه أن يهدم مايبنيه الأخر .
أتذكر هذا الإنسان حينما أجد شخص يستفتي بكل شاردة ووارده من تفصيلات حياة الناس وكل مستجد وتصرف فردي يقابل باستجداء الفتاوى .
أتذكره أيضا حين أجد رجل دين يتدخل بقرارات الشعوب وأرائهم ويحاصرهم بالفتاوى .
أتذكره حين أرى من يطالب بتفعيل حد السرقة وتعليق أيدي السارقين أمام الناظرين في حين لايتجرء أن يناقش حال السارق ومادفعه للسرقة وأتذكره حين يُحكم بالألوف المؤلفات من السياط على اللمم والصغائر .
هذا الإنسان بهكذا شخصيه متى ما تكاثر وسيطر فهو نذير ثوران البراكين ضد القيود والكبت حينها سينطلق قيد حتى الوحوش التي تأتي على الأخضر واليابس ولن نستطيع لحظتها التمييز بين الحق والباطل . .
فلتكن أعيننا نحو السماء دائما ..
12 نوفمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
اتمني لك التوفيق
إرسال تعليق