12 نوفمبر 2009

حجر الزاوية بين صخرتي النهاية والخلاص


تعتمد الإدارة اليابانية على ترتيب الأولويات والبدء بالأهم ثم المهم لمنع الأزمات وليس لمواجهتها لذلك اليابانيون يحسبون نسبة الخطأ المتوقع " وليس نسبة النجاح " ويعدون الاماكنات لمعالجته مهما كان ضئيلا لذلك هم لايواجهون أزمات مفاجئه ولا يسيرون بخط عملي مجهول لكن من جهة أخرى هم لايجيدون إدارة الأزمات فأي مراوغة او طارئ كافي لتحطيم العمل كاملا .. ولا يحسنون استثمار الفرص .
في حين من تتقن فن إدارة الأزمات إلى جوار التخطيط المسبق ودقة الاستراتيجيات هي الإدارة الامريكيه وبحرفيه عاليه لذلك فالنظام الأمريكي أكثر خبره وقدره على تجاوز المفاجئات بأي مجال وتحويل الخسارة إلى مكسب ولو جزئيا في النهاية .

تبادرت إلى ذهني هذه المقارنة بين قطبي النجاح وأنا أتابع برنامج الدكتور سلمان العودة "حجر الزاوية " حيث مر بحديثه سريعا على فكرة الإلحاد ووجودها بين الأجيال الناشئة ومنهم من يعتبرون متدينون ومن طلابه ايضآ وعن ضرورة تحملهم والسماع لهم ..
هذا الرجل بلاشك أمريكي العقلية على الرغم انه لم يعش بينهم أو يستقي أفكاره منهم ، لكنه ذكي والأذكياء فقط هم من يجيدون المرونة والتعامل مع جميع المختلفات المادية والروحية .

يعتقد الكثير إن الشك نقيض الإيمان بشكل مطلق ..
لذلك من تراوده أسئلة عن الغيب والخالق وما وراء الحياة يبقى في نزاعات نفسية بين البحث عنها وفيها أو تناسيها وتجاهلها . .
يعيش في تخوف أن تصدق شكوكه وتصبح هي يقينه فيكون بين امرين لاثالث لهما إما أن يجهربها ويهاجر معها بعيدا ليعيش راضيا عن نفسه لكنه بالمقابل سيخرج من أهله مذموما مدحورآ، أو يكتمها بنفسه فيعيش بتناقض سلوكي وفكري وعاجلا غير أجلا تكثر حوله التساؤلات ويرمى بالكفر وينادى بقتله.
فيدخل في مسار مظلم من الدفاع عن شكوكه وأفكاره المذبذبة ليس إيمانا بها بقدرماهو دفاعا عن احترامه لعقله وحرية تفكيرة أو يعود ادارجه إلى سرب والديه وأجداده وهوغير مقتنعا بهم وشكوكه مازالت حجر زاوية لديه و لم تجد من يناقشها معه .
وبكلتا الحالتين هو يصطدم بصخرة النهاية ومصيره إلى الجنون والضياع وحياة الشك وتأنيب الضمير المستمر فهو ابن بيئة دينيه ولن يكون يسيرا عليه نفسيا وعقليا الانسلاخ من خيوطا نسجتها بيئته حوله ساعة بساعة .

اعتقد شخصيا إن الشك والتساؤل هو قرين الذكاء نظريا وعمليا، فعلى مر العصور ومازلنا نرى انه لايتسائل أو تخالط الشكوك إلا إيمان المختلفون والأذكياء ،وقد انجرف بعضهم إلى الإلحاد لأنهم لم يجدوا الاجابه بل لم يجدوا الأذان الصاغية والقلوب المحتوية والتي هي صخرة الخلاص التي ستعيد لهم التوازن النفسي والإيماني وتستثمر ذكائهم بمكانه الصحيح .

ليست هناك تعليقات: