حينما أقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وقصصه في التعامل مع أهله وأقاربه وأصحابه أجده إنسان يعيش حياته ويمشي بالأسواق ويأكل مما تأكل الناس .لم يعزله الوحي وعلاقته الخاصة بالله عن كونه بشر يغضب او يحزن او يفرح ويستبشر ويعيش تفاصيل حياته . في حين أنه نبي وحاكم سياسي ومصلح اجتماعي يوجه ويرشد ويصلح ويحكم ويقضي بما يوحي إليه ربه ويقتضي عرف بلده .
احتوى في مدينته جميع الاتجاهات الفكرية التي يختلف معها هذا جاره والأخر شريكه وهؤلاء يتقاضون إليه وأولئك يزورونه .
كان صادقا وصريحا حتى مع أصحابه الذين آزروه ونصروه .. نجده ينكر على عمر وأبو ذر ويتبرى من تصرف ابن الوليد .أعطى قيادة جيشه لأسامه بن زيد وهو أصغرهم سنا ومكانه .. لم تمنعه جحافل العرب ومكانتهم ان يقدم الحق لصاحبه .
كان معصوما مطهر ومنزها عن كل رذيلة حتى من قبل نبوته .. فلم يعرف معنى العصيان وشعور الخطاءون ومع ذلك نجده سمحا متسامحا ستيرا غير تواقا إلى إقامة الحدود وإراقة الدماء .. يحث المخطئ على النجاة بنفسه في حين انه حاكم ومطاع نجده يرفض قبول الشفاعات في حقوق الناس . ويغضب بوجهه من يأخذ من مال المسلمين بحجة انه عمل لهم ..
( اين هو اليوم ليرى زهد رجالات الدين وقد أصبحت الفتوى عملا خاصا وارقام السبعمئه وقنوات الارشاد والنصح كما يسمونها مدفوعه .. وكيف ينتظر منهم الإصلاح وهذا حالهم يتحفزون لمحاربة المعازف ويتسامحون مع الرأس ماليه !!!)
كان المستعبد الأسود الذي جئ به من أرضه عبدا لايملك من امرنفسه شيئا هو من يصعد على درجات منبر النبي وينادي للاجتماع اليومي للمسلمين .. كان بلال بمنزلة متحدث رسمي باسم الحاكم .تزوج من المسيحية ومن اليهودية .
بارك زواج القرشية من بلال الحبشي .تزوج وممن تكبره سنا ومن الفتاه الصغيرة بالنسبة لعمره ولكنها ليست بالعمر المتداول في كتب السير والحديث وهو أن عائشة ذات تسع سنوات عند زواجها بالنبي ، وأيضا السيدة خديجة لم تكن بـ 45 كما هو مشاع .
كان يداعب احفاده ويسمع الشعر والدف عند زوجته عائشة .. لم تمنعه مكانته وحظوته عند ربه ان يكون رحيما يبكي لبكاء الرضع .
اين ذهب هذا النموذج ؟ اين ذهبت هذه الانظمه والسلوكيات والأفكار ؟
الم يبقى منها إلا تقصير الثياب وإعفاء اللحى .. والتسمي بمحمد وعمر ومعاذ ؟؟
هل حان الوقت لتقبل نقد كتب السير والحديث التي تأتي بما يسئ للنبي صلى الله عليه وسلم ولسلوكه كانسان سوي ونبي صديق وتخالف ماجاء بصريح ونص القرءان .
تساؤلات كثيرة اطرحها واجد إني بإقرارها أخالف كلام الله واقدح في شخصية سيدي محمد واصدق كتب الرواة البشر ..
هل كان زواج النبي الكريم من السيدة عائشة حاله خاصة به كنبي ؟هل جعل هذا الزواج من السنن النبوية وحث على تطبيقها من بعده ؟ (على افتراض دقة وصحة الروايه القائله بزواج عائشه وهي التاسعه)
من أين جاءت مقولة تكافؤ النسب ؟
كيف تنامت الطبقية الاجتماعية والمادية في مجتمع يدرس ليلا ونهار قال الله وقال رسول الله ؟
من اوجد قدسية لآل البيت وأظهر حولهم هذه الأساطير عن فضلهم وكراماتهم ؟ ليأخذون الخمس ويذلون الناس فيما مضى؟
ماالذي يدفع المسلمون اليوم إلى التسابق لكشف الأستار وتصيد الزلات ؟
مالذي يجرئ السنة الافاكين حول عرض محمد وتاريخه ويخرس ألسنتنا عن الدفاع عنه وتفنيد مايقال عنه ؟
مالذي يدفع بعض المسلمين الى استحداث أفكار جديدة ظننا منهم انها تيسر شئون حياتهم .. في حين يسر الإسلام تاهت معالمه وأفكاره بين التاريخ والنسيان .